Sunday, February 25, 2018

توثيق أحداث الغزو العراقي في المرافق الصحية - الحلقة الأولى مقابلة مع نوال الموسوي










بمناسبة الذكرى 27 لتحرير دولة الكويت من الغزو العراقي الصدامي الغاشم ، ارتأينا أن نوثق بعض الأحداث التي جرت في مستشفيات دولة الكويت أثناء فترة الأحتلال.

ننشر للقراء الكرام اليوم شيء يسير من الذكريات الأليمة لهذه الفترة العصيبة والتي أحبت الدكتورة نوال محمد الموسوي مشاركتنا بها. 

تعريف
د. الموسوي طبيبة كويتية حصلت على الدكتوراة والبورد الألماني في الأشعة التشخصيصية ، وترأست الدكتورة لعدة سنوات أقسام الأشعة التشخيصية في المستشفى العسكري و مستشفى السيف. 

الأحداث
عملت كطبيبة في مستشفى مبارك الكبير قبل و أثناء الغزو الغاشم على دولة الكويت سنة 1990. تروي د. الموسوي: 
في اليوم العاشر من أيام الإحتلال قررت الإنضمام للعمل في مستشفى مبارك الكبير حيث كنت قبلها في إجازة خاصة. كانت الإدارة (رسميا) بيد قوات الإحتلال لكن د. يوسف النصف كان هو المنظم الفعلي للعمل في المستشفى في تلك الفترة. كان العمل في مستشفى مبارك كان  رغم نقص المستلزمات الطبية و تعطل الأجهزة ، وكان حينها أحد فنيي القسم هو من يصلح هذه الأجهزة. ذلك الفني هو الزميل السابق عطا عبيد وهو يعمل الآن كمدير في شركة أشرف إحدى الشركات الموردة لللأجهزة الطبية.

وفي إحدى الليالي التي اتفق فيها الكويتين على الصعود إلى أسطح المنازل للتكبير وكان هذا إحدى أنواع العصيان المدني صعدنا نحن العاملات في المستشفى لنكبر من فوق سطح المستشفى وبعدها قام الجنود العراقيين باحتجازنا في إحدى غرف المستشفى و هددونا بالقتل ورفعوا السلاح في وجوهنا. كان الإحساس مخيفا لأننا كنا مقتولين بلا شك ، لكنهم تركونا نذهب في نهاية اليوم.
في الحقيقة كان مستشفى مبارك ملاذا لأفراد المقاومة الكويتية الباسلة ، حيث كان يؤتى بمصابيهم إلى المستشفى دون ذكر اسمائهم لكننا كنا نحاول التعرف عليها حتى إني أذكر أحد المصابين بطلق ناري في رأسه وهو كان من أبناء عائلة الكندري المحترمة لكن لا أعلم عن مصيره للأسف. وفي إحدى المرات ، أحضر أحد المصابين الكويتين بصحبة ضابط في الإستخبارات العراقية وكان من المفترض أن أجري له فحص سونار فرفض الضابط الإنتظار خارجا في البداية لكني أصررت على أن يترك غرفة الفحص وإلا لن أقوم بالفحص ، فقرر فعلا ترك الغرفة وحينها عرفت أنه أحد أفراد المقاومة و من أبناء عائلة الغانم قاموا بتعذيبه بأن جعلوه في حوض من الماء المثلج مما سبب له فشلا كلويا ومن اللطيف أنني قابلت هذا المصاب بعد التحرير فاستغرب أنني لازلت على قيد الحياة حيث أن الحوار احتد بيني وبين ضابط الإستخبارات.
ومن الأيام التي لن أنساها ذلك اليوم الذي قامت به إحدة خلايا المقاومة بعملية في الصليبيخات حيث توقعنا بعدها وكما هي عادة قوات الأحتلال قتل أحد الأسرى الكويتين .. وفعلا: كانت هذه المرة كانت مختلفة حيث أحضرت إلى المستشفى جثة شهيدة أعدمت أمام منزلها ، لكن عمها أحضرها لتحرير شهادة الوفاة كانت الشهيدة هي البطلة أسرار القبندي نظرت إليها وإذا بها قد عذبت، اعتصر لذلك قلبي ودعوت الله على هؤلاء المجرمين وسبحان الله ، بدأت في نفس تلك الليلة عمليات تحرير الكويت بالقصف الجوي على القوات المحتلة ، وكأن الدعاء استجيب! 
من الأمور التي لازلت أذكرها كيف أن الكثير من تجهيزات كلية الطب تم الإستيلاء عليها وحملت في سيارة (نقل) كتب عليها اسم إحدى الجامعات العراقية ولازلت أذكر كيف أن بعض الزملاء (من غير الكويتين) غرر بهم ووعدوا بأن يثبت لهم راتب مغري وسيارة وفيلا خاصة من قبل الإدارة العراقية ، سار العمل في المستشفى بروح التعاون بيننا وكنا جميعا على قلب واحد دون أن نبالي فيما سيجري علينا ودون أن ننتظر أي مردود مادي.

الكلمة الأخيرة
د.نوال: "اقول للطواقم الطبية اتعلموا كل شي مو بس شغلكم احنا كنا اطباء و فنيين و مهندسين لا تهمكم الفلوس او التقدير من احد المهم يكون الواحد راضي عن نفسه و يعمل لأجل ديرته الكويت مالها الا اهلها"

No comments:

Graphic Design - Blog for Graphic Designers