Tuesday, August 10, 2010

في ذكرى الغزو .. أهمية المعلومات


محطة أم العيش للإتصالات بعد 2-8-1990 : عدسة طارق مال الله


في الثاني من شهر أغسطس عام 1990 تعرضت الكويت لاجتياح من قبل النظام السابق في العراق حيث سيطر جيش هذا النظام على جميع الأراضي الكويتية خلال أيام معدودة وأعلن عن إقامة حكومة مؤقتة لفترة بسيطة أعلن بعدها ضم الكويت لجمهورية العراق. لقي هذا الأمر استنكاراً شديدا من قبل المجتمع الدولي ومقاومة مسلحة داخل الكويت وتشكيل قوات تحالف دولية لتحرير الكويت من هذا الإحتلال.
خلال تلك الفترة توقفت معضم خدمات الدولة لغياب حكومة شرعية على أرض الكويت ، سوى بعض الخدمات الرئيسية كالصحة والماء والكهرباء التي عانت الأمرين خلال تلك الفترة إلا أن صمود مجموعة من المواطنين والمقيمين حال دون توقف هذه الخدمات الرئيسية. فلم تتوقف مستشفيات الكويت عن خدماتها حتى في أحلك الظروف ورغم ما تعرض لها كثير من العاملين فيها من تهديد ، ولم تتوقف محطات الكهرباء عن العمل إلا بعد أن بدءت العمليات العسكرية لتحرير الكويت.
وهاهو العام العشرين لذكرى هذه الحادثة الأليمة مرت علينا في الأسبوع الفائت ولا أتمنى أنت تعود من تلك الذكرى إلى الإستفادة من عظاتها .. فهل من مدكر ؟

الهيئة العامة للمعلومات المدنية
تأسست هذه الهيئة المستقلة في العام 1985 ومهمتها تكوين قاعدة مركزية للمعلومات الأساسية لكل قاطن على أرض هذا البلد من مواطن أو مقيم بحيث يعطى لكل شخص رقم فريد (لايتكرر) يكون هذا الرقم هو المرجع الأساسي لهذا الشخص وهو مايسمى بالرقم المدني.
في أولى أيام الإحتلال ، قام مجموعة من العاملين في هذه المؤسسة فوراً بحمل شرائط التخزين المغناطيسي والتي تحمل هذه المعلومات المدنية إلى خارج الكويت حماية لها من العبث الذي تكرر في مؤسسات وطنية أخرى.
وبالفعل فلقد استرجعت هذه الشرائط مباشرة بعد التحرير ، ولولاها لعاودت الكويت بإتشاء قاعدة البيانات من الجذور ولتكبدت الكثير من الخسائر ولربما تأخرت عمليات إعادة الأعمار لضياع أغلب السجلات في كثير من وزارات الدولة وهيئاتها.

وهنا تتضح لنا أهمية المعلومات و قيمتها لتوفير الخدمات الأساسية لأي بلد بل وحتى في الاستشراف والتخطيط للمستقبل الذي لايتم إلا بوجود بيانات وإحصائيات كافية تمكننا من بناء نموذج نستقرء منه الأرقام ويعرفنا حاجاتنا المستقبلية.

وكذلك فإن تجربة الغزو المريرة لابد أنها علمتنا الكثيرعن أنظمةالأرشفة الإلكترونية ، لا سيما في أوقات الحروب أو حتى الكوارث الطبيعية .. علمتنا أن الأنظمة الالكترونية تسهل عملية نقل المعلومات من مكان لآخر .. بل إنه وفي أيامنا هذه فإن بيانات أنظمة المعلومات متوفرة في أكثر من موقع في وقت واحد فلا حاجة لنا لنقل نسخها الإحتياطية إلى مكان آمن يدوياً !

في مثل هذه الذكرى نقدم هذه التوصيات
  • إقرار قانون لحماية المعلومات لأهميتها وقميتها في التطوير وفي تقديم خدمات طبية أساسية ، وبالطبع يجب أن يشمل ذلك القانون مدة قصوى لحماية المعلومات (Retention Policy)
  • التخطيط لميكنة أنظمة المعلومات الطبية وربطها والإستفادة منها لصالح جودة الرعاية الطبية.
  • العمل على تشجيع العمالة الوطنية  في مجال التكنولوجية الطبية عموما وفي مجال المعلومات الطبية خصوصا لتحقيق الأمن الوطني في هذه المجالات.
  • أن تقوم الحكومة بحماية سوق العمل في هذا القطاع من الإحتكار والغش من ناحية و إقرار نظام شامل لضمان الجودة والكفاءة في هذه المجال الحيوي.

 قراءات إضافية

No comments:

Graphic Design - Blog for Graphic Designers